كما هو حال الفيروسات الحيوية التي يتعرض لها أجسام الكائنات الحية المختلفة فتصاب بالضرر بحسب نوع الفيروس وأثره، فإن الفيروسات الحاسوبية تصيب الأجهزة فتلحق بها الضرر بحسب نوع الملفات الذي تستهدفه وتصيبه، ولكن ما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن الفيروسات الحاسوبية تختلف عن تلك الحيوية في كونها لا تنشأ بصورة طبيعية أو نتيجة حدوث خطأ في عمل الحاسوب، وإنما هي من صنع مبرمجين متمرسين وبصورة متعمدة؛ فقد يكون ذلك لأهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو غيرها، ويقال إن بعض الشركات تتعمد صنع مثل هذه البرامج الخبيثة بهدف بيع مضادات الفيروسات، حيث سيلجأ معظم المستخدمين لتثبيت برنامج حمايه من الفيروسات للحفاظ على بياناتهم وخصوصيتهم.
ما هي مكونات الفيروس؟
كما هو معروف فإن الفيروسات عبارة عن برامج مصممة بهدف الضرر في معظم الأوقات، وحتى تحقق الغاية من إنشائها فإنها بحاجة للانتشار في الجهاز الذي تصله، ولذلك فإنها تتكون مما يلي من أجزاء رئيسية:
- آلية التناسخ (The Replication Mechanism): يعد هذا الجزء ضرورياً في الفيروس لكونه مسؤولاً عن منحه القدرة على نسخ نفسه وزيادة حجم الضرر الذي يسببه.
- آلية التنشيط (The trigger Mechanism): من خلال هذه الآلية يتمكن الفيروس من تنشيط ذاته قبل اكتشاف وجوده، وما يساعد على ذلك الاعتماد على ساعة توقيت الحاسوب لتعريف الفيروس بتاريخ ووقت تنشيطه.
- آلية التخفي (The Protection Mechanism): كما هو واضح فإن هذه الآلية هي ما تمكن الفيروس من الاختفاء وصعوبة اكتشافه.
- آلية التنفيذ (The Payload Mechanism): عندما ينشط الفيروس فإنه بحاجة لآلية لتنفيذ الأوامر التي يحملها، وهذه هي الآلية المسؤولة عن ذلك.
تبعاً للآليات المكونة للفيروسات المختلفة ونمط عملها يتم تصميم برامج الحماية المختلفة، وحيث أننا لا ندري السبب الخفي خلف صنع هذه الفيروسات فالأجدر بنا اتخاذ الاحتياطات الازمة وتثبيت برنامج مضاد للفيروسات ذو فعالية مثبتة في التصدي لهذه البرامج الخبيثة، إلى جانب ذلك فإنه من المهم تنفيذ الإجراءات التي من شأنها الإسهام في عدم وصول الفيروسات للجهاز؛ كفحص مرفقات البريد الإلكتروني قبل فتحها، وتجنب النقر على الإعلانات المنبثقة، وما إلى ذلك من سلوكيات قد تحمل في طياتها خطراً على أمن معلوماتك.